مسئولية
عالم في العصر الراهن
الحمد
لله الذي جعل العلم سببا للافضلية ومعيارا للاولوية حيث عرض آدم عليه وعلى نبينا
الصلاة والسلام على الملائكة بعد ما علّمه اسماء كل شئ والصلاة والسلام على من قال
بعثت معلما او كما قال صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذين هم نور وهداة لمن
سلك مسلك العلم وعلى من اتبعوا سبيلهم في العلم وآثروا على هذه الدار الفانية.
اما
بعد: فيا ايها القرّاء الشائقون انتم تعلمون اني اوردت موضوعا للبحث في هذه
المقالة الوجيزة الذي له أهمية كثيرة في القرن الراهن وهو "فريضة عالم في
العصر الراهن" فابحث عنه حسب منا قدّر الله لي ووفقني من بيده زمام التوفيق.
فمسئولية
عالم يتنوّع على عدّة انواع. منها المسئولية الفردية أو الشخصية ومنها المسئولية
العلمية ومنها المسئولية الاجتماعية ومنها المسئولية الحكومية.
فاما
الفريضة الشخصية وهي ان يستعدّ نفسه بحيث أمر الله سبحانه وتعالى كلا من
المكلفين أن يكون كذلك بان يجمع في نفسه كلا من الصفات الحميدة والاخلاق الحسنة من
الورع والحلم والعدل والاحسان وغيرها وان يبعد نفسه من الخصائل الرذيلة الشنيعة
كلها من الحسد والبغض واتباع الهوى والغيبة والبخل وغيرها.
وأما
المسئولية العلمية وهي ان يتهمر ويتعمق في فهم معاني القرآن
الكريم والاحاديث الشريفة ومفاهيمها وما يتعلق بهما من العلوم والفنون ويطالع
مطالعة بحيث يخُرج مخّ كلّ من العلوم كم يُخرج الغوّاص اشياء عجيبة ونادرة من قعر
البحر ولاينبغي لعالم ان يقرأ ويطالع شيئا من بوادر النظر وظواهره كما هو عادة
تلاميذ اليوم وكثير من العلماء. بل يجب لكل عالم انّ يقرأ كل ما يقرأ بامعان النظر
وعميق الفكر لانّ اعداء الاسلام في العصر الحاضر يمكرون مكرا لايفهمه لا من كان له
عمق في النظرومهارة في العلم وفراسة في الاحوال.فإنّ الاعداء يُدخلون في اثناء
كتابتهم وخطابتهم الامور التي تخالف روح الاسلام وتُعارض فكر الاسلام وتُناقض
عقائد الاسلام فيغترّ بها العوام حتى الخواصّ لانهم يُدخلون بدِقّة وغامضة فهم
يُشيّعون بانها من اصل الاسلام وهم دُعاة الاسلام المخصلون حتى انهم يتحدّون(P¨v‡jÄ Qzu‡o
†`q) الدُعاة المخصلين بان قولهم هو القول الحق وقول
المخصلين هو القول الباطل. فيجب على كلّ عالم ان يتمهر ويتعمّق في العلوم حتى
يفهموا خداع المخادعين بصورة الاسلام ويميّزوا الحق عن الباطل والصحيح عن السقيم
والرطب عن اليابس ويفرّق بين الغثّ والثمين.
وأما المسئولية
الاجتماعية وهي ان
لايشتعل بنفسه فقط بل يفكّر عن مشاكل الاجتماع بكل الوجوه وعن كل ناحية ويميّز
اسباب المشاكل ثم يقوم بحلها لانها مقدّمة للدعوة فانّ اعضاء المجتمع إذا لم يعرفك
ولم يعلم قدرك ولم يوانس بك ولم يفهم كلامك لايستمع كلامك ولايطيع أمورك التي
تدعوهم إليها كما نرى ان الرسول عليه
الصلاة والسلام اسّس لجنة اجتماعية مسماة بـ حلف الفضول قبل ان يبعث.
وأما المسئولية
الحكومية وهي ان يحسب
ويزعم نفسه من اهمّ واخصّ المواطنين اوّلا لامن احد المواطنين العامة كما يزعم
الآن كثيرمن العلماء ثم يقوم بدوره من انحاء مختلفة حسب ما يقدر. لانه اذا كان
كرسي خاليا لايجلس عليه من له شأن به يجلس
عليه من لايستحق به. هكذا إذا لم يتولّ عالم متيقظ عن المسئولية منصبا من الحكومة
يتولى خائن أو فاسق أو ظالم أو غيرهم. فكيف يجوز لعالم ان يُتيح لهم الفرصة؟
وبالجملة يجب
لكل عالم ان يكون له دورة في الامور المركزية التي بعث بها نبينا صلى الله عليه
وسلم كما أشاراليه سبحانه وتعالى في قوله الفصل. هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.
وعلى كل عالم ان يُرشد المنهج الصحيح لكل من يقوم بالاحكام الشريعة خصوصا الجهاد في سبيل الله في العصر الراهن الذي هو ذروة سنام الاسلام.لانّ الاعداء يبالغون في دعايتهم الكاذبة والباطلة خلاف الجهاد في سبيل الله الذي هو الرمز الوحيد للحصول على المجد المفقود و تركه سبب للذلة والحرمان الحالية للامة المسلمة كما قال عليه الصلاة والسلام.اذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" (رواه ابوداود)
اخير اقول. يجب
على كلّ عالم ان يتيقّظ عن مسئوليته وفريضته المنصبية ثم يسعى ويجتهد كل سعي
واجتهاد عن اداء المسئولية. وفقني الله سبحانه وتعالي واياكم جميعا. آمين.
No comments:
Post a Comment